الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد، انطلاقاً من قوله تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً)، أمر الله عز وجل المسلمين بترتيل القرآن الكريم وقراءته مجوداً كما نزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولذا وجب علينا الإسراع والحصول على هذا الفضل العظيم، فالتجويد هو العلم الذي يبين الأحكام والقواعد التي يجب الالتزام بها عند تلاوة القرآن الكريم، وإن في تعليم الأبناء هذا العلم العظيم النصيب الأكبر في تنمية سرعة الحفظ والفهم والإتقان، لأن القرآن هو أم اللغة العربية، ومن اعتاد من صباه على النطق السليم صارت عنده سجية، ولا يخفى على عاقلٍ أن من رافق القرآن في حياته حسنت أخلاقه وكرمت صفاته، وكما قال أسلافنا: “علِّم ولدك القرآن وسيعلمه القرآن كلَّ شيء”.

ويمكن أن نلخص فضائل حفظ القرآن في بضع سطور إذ لا يمكن إحصاؤها جميعها:

• الإرشاد الروحي: القرآن الكريم هو كتاب الله الذي يحتوي على الإرشاد الروحي والتوجيه للبشرية، يعلمنا القرآن ويوجهنا في قضايا الأخلاق، والقيم، والعدل، والرحمة.
• تعزيز القرب من الله: من خلال تعلم القرآن وفهم معانيه، قال تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالهَا).
• الهداية والإصلاح الشخصي: القرآن الكريم يحمل في طياته الهداية والتوجيه لحياةٍ أفضل وأكثر استقامة، وبفهم معانيه وتطبيق تعاليمه في حياتنا، يمكننا تحقيق الإصلاح في المجتمع.
• الشفاء الروحي والعاطفي: هو مصدرٌ للراحة والطمأنينة في الأوقات العصيبة والضغوط الحياتية، فقراءة القرآن والاستماع إليه يلطف القلوب ويعزز السكينة الداخلية كما قال تعالى: (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب).
• الجزاء والمثوبة: تعلم القرآن وحفظه وتطبيق تعاليمه يجلب الثواب والمثوبة من الله، يعد القرآن مصدرًا للبركة والمغفرة، وكل النّاس يفرّون من بعضهم يوم القيامة إلا حافظ القرآن يبحث عن والديه ليلبسهم تاج الوقار.
• رفع الإثم عن النفس: إذا اعتنى المسلم بنفسه وزكاها بتعلم القرآن وعلومها.